وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِفَتَىٰهُ لَآ أَبْرَحُ حَتَّىٰٓ أَبْلُغَ مَجْمَعَ ٱلْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِىَ حُقُبًۭا
﴿٦٠﴾سورة الكهف تفسير السعدي
يخبر تعالى, عن نبيه, موسى عليه السلام, وشدة رغبته في الخير وطلب العلم, أنه قال لفتاه, أي: خادمه الذي يلازمه في حضره وسفره, وهو " يوشع بن نون " الذي نبأه الله بعد ذلك: " لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ " أي: لا أزال مسافرا وإن طالت علي الشقة, ولحقتني المشقة, حتى أصل إلى مجمع البحرين, وهو: المكان الذي أوحي إليه أنك ستجد فيه عبدا من عباد الله العالمين, عنده من العلم, ما ليس عندك.
" أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا " أي: مسافة طويلة.
المعنى: أن الشوق والرغبة, حمل موسى أن قال لفتاة هذه المقالة.
وهذا عزم منه جازم, فلذلك أمضاه.