بَلْ نَقْذِفُ بِٱلْحَقِّ عَلَى ٱلْبَٰطِلِ فَيَدْمَغُهُۥ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌۭ ۚ وَلَكُمُ ٱلْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ
﴿١٨﴾سورة الأنبياء تفسير السعدي
يخبر تعالى, أنه تكفل بإحقاق الحق وإبطال الباطل.
وإن كان باطل قيل وجودل به, فإن الله ينزل من الحق والعلم والبيان, ما يدمغه, فيضمحل, ويتبين لكل أحد بطلانه " فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ " .
أي: مضمحل, فإن, وهذا عام في جميع المسائل الدينية, لا يورد مبطل, شبهة, عقلية ولا نقلية, في إحقاق باطل, أو رد حق, إلا وفي أدلة الله, من القواطع العقلية والنقلية, ما يذهب ذلك القول الباطل ويقمعه فإذا هو متبين بطلانه لكل أحد.
وهذا يتبين باستقراء المسائل, مسألة مسألة, فإنك تجدها كذلك, ثم قال: " وَلَكُمْ " أيها الواصفون الله, بما لا يليق به, من اتخاذ الولد والصاحبة, ومن الأنداد والشركاء, حظكم من ذلك, ونصيبكم الذي تدركون به " الْوَيْلُ " والندامة والخسران.
ليس لكم مما قلتم فائدة, ولا يرجع عليكم بعائدة تؤملونها, وتعملون لأجلها, وتسعون في الوصول إليها, إلا عكس مقصودكم, وهو: الخيبة والحرمان.
ثم أخبر أنه له ملك السماوات والأرض وما بينهما.
فالكل عبيده ومماليكه, فليس لأحد منهم ملك ولا قسط من الملك, ولا معاونة عليه, ولا يشفع إلا بإذن الله.
فكيف يتخذ من هؤلاء آلهة وكيف يجعل الله منها ولد؟!